کد مطلب:110026 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:151

نامه 069-به حارث همدانی











ومن كتاب له علیه السلام

إلی الحارث الهَمْدَانی

وَتَمَسَّكْ بِحَبْلِ الْقُرآنِ، وَاسْتَنْصِحْهُ، وَأَحِلَّ حَلاَلَهُ، وَحَرِّمْ حَرَامَهُ، وَصَدِّقْ بِمَا سَلَفَ مِنَ الْحَقِّ، وَاعْتَبِرْ بِمَا مَضَی مِنَ الدُّنْیَا لِمَا بَقِی مِنْهَا، فَإِنَّ بَعْضَهَا یُشْبِهُ بَعْضاً، وَآخِرَهَا لاَحِقٌ بِأَوَّلِهَا! وَكُلُّهَا حَائِلٌ مُفَارِقٌ. وَعَظِّمِ اسْمَ اللهِ أَنْ تَذْكُرَهُ إِلاَّ عَلَی حَقّ. وَأَكْثِرْ ذِكْرَ الْمَوْتِ وَمَا بَعْدَ الْمَوتِ، وَلاَ تَتَمَنَّ الْمَوْتَ إِلاَّ بِشَرْط وَثِیق.

وَاحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ یَرْضَاهُ صَاحِبُهُ لِنَفْسِهِ، وَیُكْرَهُ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِینَ، وَاحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍِ یُعْمَلُ بِهِ فِی السِّرِّ، وَیُسْتَحَی مِنْهُ فِی الْعَلاَنِیَةِ، واحْذَرْ كُلَّ عَمَلٍ إِذَا سُئِلَ عَنْهُ صَاحِبُهُ أَنْكَرَهُ أَوِ اعتَذَرَ مِنْهُ. وَلاَ تَجْعَلْ عِرْضَكَ غَرَضاً لِنِبَالِ الْقَوْلِ، وَلاَ تُحَدِّثِ النَّاسَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتَ بِهِ، فَكَفَی بِذلِكَ كَذِباً، وَلاَ تَرُدَّ عَلَی النَّاسِ كُلَّ مَا حَدَّثُوكَ بِهِ، فَكَفَی بِذلِكَ جَهْلاً. وَاكْظِمِ الْغَیْظَ، وَتَجاوَزْ عِنْدَ المَقْدِرَةِ، وَاحْلُمْ عِنْدَ الْغَضَبِ، وَاصْفَحْ مَعَ الدَّوْلَةِ، تَكُنْ لَكَ الْعَاقِبَةُ. وَاسْتَصْلِحْ كُلَّ نِعْمَة أَنْعَمَهَا اللهُ عَلَیْكَ، وَلاَ تُضَیِّعَنَّ نِعْمَةً مِنْ نِعَمِ اللهِ عِنْدَكَ، وَلْیُرَ عَلَیْكَ أَثَرُ مَا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَیْكَ. وَاعْلَمْ أَنَّ أَفْضَلَ الْمُؤْمِنِینَ أَفْضَلُهُمْ تَقْدِمَةً مِنْ نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَإِنَّكَ مَا تُقَدِّمْ مِنْ خَیْرٍ یَبْقَ لَكَ ذُخْرُهُ، وَمَا تُؤخِّرْهُ یَكُنْ لِغَیْرِكَ خَیْرُهُ. وَاحْذَرْ صَحَابَةَ مَنْ یَفِیلُ رَأْیهُ، وَیُنْكَرُ عَمَلُهُ، فَإِنَّ الصَّاحِبَ مَعْتَبَرٌ بِصَاحِبِهِ. وَاسْكُنِ الْأَمْصَارَ الْعِظَامَ فَإِنَّهَا جِمَاعُ الْمُسْلِمِینَ، وَاحْذَرْ مَنَازِلَ الْغَفْلَةِ وَالْجَفَاءِ وَقِلَّةَ الْأَعْوَانِ عَلَی طَاعَةِ اللهِ، وَاقْصُرْ رَأْیَكَ عَلَی مَا یَعْنِیكَ، وَإِیَّاكَ وَمَقَاعِدَ الْأَسْوَاقِ، فَإِنَّهَا مَحَاضِرُ الشَّیْطَانِ وَمَعَارِیضُ الْفِتَنِ. وَأَكْثِرْ أَنْ تَنْظُرَ إِلَی مَنْ فُضِّلْتَ عَلَیْهِ، فإِنَّ ذلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الشُّكْرِ. وَلاَ تُسَافِرْ فِی یَوْمِ جُمُعَة حَتّی تَشْهَدَ الصَّلاَةَ إِلاَّ فَاصِلاً فِی سَبِیلِ اللهِ، أَوْ فِی أَمْرٍ تُعْذَرُ بِهِ. وَأَطِعِ اللهَ فِی جُمَلِ أُمُورِكَ، فَإِنَّ طَاعَةَ اللهِ فَاضِلَةٌ عَلَی مَا سِوَاهَا. وَخَادِعْ نَفْسَكَ فِی الْعِبَادَةِ، وَارْفُقْ بِهَا وَلاَ تَقْهَرْهَا، وَخُذْ عَفْوَهَا وَنَشَاطَهَا، إِلاَّ مَا كَانَ مَكْتُوباً عَلَیْكَ مِنَ الْفَرِیضَةِ، فَإِنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ قَضَائِهَا وتَعَاهُدِهَا عِنْدَ مَحَلِّها. وَإِیَّاكَ أَنْ یَنْزِلَ بِكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ آبِقٌ مِنْ رَبِّكَ فِی طَلَبِ الدُّنْیَا، وَإِیَّاكَ وَمُصَاحَبَةَ الْفُسَّاقِ، فَإِنَّ الشَّرَّ بِالشَّرِّ مُلْحَقٌ. وَوَقِّرِ اللهَ، وَأَحْبِبْ أَحِبَّاءَهُ، وَاحْذَرِ الْغَضَبَ، فَإِنَّهُ جُنْدٌ عَظِیمٌ مِنْ جُنُودِ إِبْلِیسَ، وَالسَّلاَمُ.